في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة المراهقين، حيث يقضون ساعات يومية في تصفح "تيك توك" و"إنستغرام". لكن، هل تساءلت يومًا عن تأثير هذه المنصات على الصحة العقلية؟ مع تزايد الاعتماد على خوارزميات ذكية لتقديم المحتوى، تبرز تساؤلات حول كيفية تأثيرها على الاكتئاب والقلق بين الشباب. في هذا المقال، نستعرض تأثير خوارزميات "تيك توك" و"إنستغرام" على الصحة العقلية للمراهقين، مع التركيز على أحدث الأبحاث، بما في ذلك دراسة جامعة هارفارد لعام 2024.
خوارزميات المنصات: كيف تعمل ولماذا تهم؟
تعتمد "تيك توك" و"إنستغرام" على خوارزميات متقدمة تحلل سلوك المستخدمين لتقديم محتوى مخصص. على سبيل المثال، تقوم خوارزمية "تيك توك" بفحص مدة المشاهدة، التعليقات، والإعجابات لتحديد ما يجذب المستخدم، بينما تركز "إنستغرام" على الجسم ونمط الحياة، مما يعزز المقارنة الاجتماعية. وفقًا لموقع "dwal.sa"، تجمع "تيك توك" بيانات دقيقة حول التفاعل لتقديم مقاطع فيديو تثير الاهتمام بسرعة، مما يجعلها ترفيهية لكنها قد تكون مضرة إذا أُسيء استخدامها.
تأثير التصفح على الصحة العقلية
أظهرت دراسة حديثة من جامعة هارفارد (مايو 2024) أن التصفح الليلي لمنصات مثل "تيك توك" و"إنستغرام" يرتبط بزيادة القلق بنسبة 40% بين المراهقين. السبب؟ التعرض المستمر لمحتوى يعزز المقارنة أو يحتوي على رسائل سلبية، خاصة في أوقات الليل عندما تكون المقاومة النفسية أضعف. هذا الاكتشاف يتماشى مع ما نشره موقع "almashhadnews.com"، حيث حذر الخبراء من أن النمو الهائل لهذه المنصات يفاقم المخاوف حول تأثيرها على الصحة العقلية، خاصة مع عدم فهم كامل لآلية تأثيرها.
"تيك توك" والاكتئاب: محتوى جذاب أم خطر خفي؟
تُعد "تيك توك" منصة ترفيهية بامتياز، لكن خوارزمياتها قد تقترح محتوى يحتوي على إيذاء النفس أو اضطرابات الأكل، كما أشارت دراسة بريطانية نُشرت في "almasryalyoum.com". هذا المحتوى قد يؤدي إلى تفاقم الاكتئاب لدى المراهقين، خاصة أولئك الذين يعانون من ضعف الثقة بالنفس. على سبيل المثال، أظهرت دراسة من "plos one"، ونقلتها "aljazeera.net"، أن مقاطع الفيديو حول فقدان الوزن على "تيك توك" ترسخ صورة غير واقعية عن الجسم، مما يزيد من الضغط النفسي.
"إنستغرام" والمقارنة الاجتماعية
بينما تركز "تيك توك" على الأداء، يبرز "إنستغرام" كمنصة تعزز المقارنة الاجتماعية من خلال الصور المثالية للجسم وأنماط الحياة الفاخرة. وفقًا لتقرير "noonpost.com"، أثبتت أبحاث "فيسبوك" (الشركة الأم لإنستغرام) أن هذا التطبيق يؤثر سلبًا على المراهقات، حيث يزيد من اضطرابات الأكل والشعور بالنقص. هذه النتائج تؤكد أن الخوارزميات التي تدفع بمحتوى "مثالي" قد تكون سببًا مباشرًا في ارتفاع معدلات الاكتئاب.
لماذا المراهقون أكثر عرضة؟
المراهقون هم الفئة الأكثر تأثرًا بسبب مرحلة نموهم النفسي والفسيولوجي. وفقًا لـ "alarabinuk.com"، يستخدم 6 من كل 10 مراهقين "تيك توك" يوميًا، مما يجعلهم عرضة للإدمان والتأثيرات السلبية. كما أن تصميم المنصات، الذي يسمح باستهلاك كميات هائلة من المحتوى في وقت قصير، يزيد من مخاطر التشتت والقلق، كما أكدت "emaratalyoum.com".
حلول لتقليل التأثير السلبي
لتخفيف تأثير هذه المنصات على الصحة العقلية، يمكن للآباء والمراهقين اتخاذ خطوات عملية:
- تحديد وقت الشاشة: استخدام أدوات مثل "Screen Time" لتقليل التصفح الليلي.
- تجنب المحتوى الضار: تعليم المراهقين كيفية التعرف على الرسائل السلبية وتجنبها.
- تشجيع الأنشطة البديلة: مثل الرياضة أو الهوايات لتعزيز التوازن النفسي.
الخلاصة: توازن بين الترفيه والصحة
لا شك أن "تيك توك" و"إنستغرام" يقدمان تجربة ترفيهية ممتعة، لكن تأثير خوارزمياتهما على الصحة العقلية للمراهقين لا يمكن تجاهله. دراسة هارفارد 2024 وغيرها من الأبحاث تؤكد أن التصفح المفرط، خاصة ليلاً، يزيد من القلق والاكتئاب. لذا، يجب استخدام هذه المنصات بحذر، مع تعزيز الوعي بمخاطرها. هل أنت مستعد لإعادة تقييم علاقتك بوسائل التواصل الاجتماعي؟ شاركنا رأيك!
المراجع:
- دراسة جامعة هارفارد (مايو 2024).
- "almashhadnews.com"، "aljazeera.net"، "noonpost.com"، "dwal.sa"، "almasryalyoum.com"، "alarabinuk.com"، "emaratalyoum.com".
أترك تعليقك هنا... نحن نحترم أراء الجميع !