- ولأنه يصعب عليهم نطق هذا الاسم , فنطقت عندهم ايجيبتوس Aigyptus بالجيم الجافة المصرية , و إضافة الخاصية ( وس ) في آخر الكلمة شأنهم دوما مع أسماء الأعلام , فمثلا مارك ينطق ماركوس , و انطونيو ينطق انطونيوس و هكذا ايجيبت تنطق ايجيبتوس . (ومازالوا حتي الآن ينطقوها بالجيم الجافة وكذلك بعض الدول الأخرى كما في روسيا ينطقونها (ايجيــبت ) بالجيم الجافة .بعد ذلك انتقل هذا الاسم إلي قبائل الجرمن اللذين عطشوا الجيم فأصبحت Egypt الحالية , كما نعرفها باللغة الانجليزية .
- أما عن كلمة قبط فهي تعنى كل المصرين سواء كان مسلما أو حتى مسيحيا .
الكلمة «قبط» تعود في جذورها على أكثر الأقوال شيوعًا إلى كلمة: «آجبه» أي: أرض الفيضان، وهي بذلك تعود إلى أصول مصرية، أو تعبير: «حـ . ت كا - بتاح» وتعني: «مقر قرين الإله بتاح»، وهو: إله مدينة منف، وهو الاسم الذي كانت تعرف به المدينة، ولمّا كان التقليد قد جرى عند المصريين دَومًا بإطلاق، أو تعميم الاسم على البلد كلها، فقد حدث ذلك فيما بعد، وقد جرى هذا أيضًا على عاصمة مصر زمن الإمبراطورية المصرية القديمة، حيث يقول هيرودوت: «.. وكانت طيبة التي يبلغ محيطها ستة آلاف ومائة وعشرين إستاداً تسمَّى منذ القِدَم مصر».
- أنه و منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وردت مسميات مصر على النحو التالي:
اللغة الأكدية = مصرى ، اللغة الآشورية = مشر ، اللغة البابلية = مصر ، اللغة الفينيقية = مصور ،اللغة العربية القديمة = مصرو ، العبرية = مصراييم .
أي أنها عرفت بتسميات قريبه من كلمة مصر الحالية، أما عن الأصل المصري لتلك الكلمة والمرجح أنه انتقل لهذه اللغات- فهو كلمة " مجر" أو " مشِر "، والتي تعني المكنون أو المُحصّن… وهي كلمة تدل علي كون مصر محمية بفضل طبيعتها ، ففي الشمال بحر ، وفي الشرق صحراء ثم بحر، وفي الجنوب جنادل (صخور كبيرة) تعوق الإبحار في النيل، أما الغرب فتوجد صحراء أخرى.. وحتى اليوم تعرف مصر لدى المصريين بأنها " المحروسة ".
- أما عن أصل كلمة مصر من وجهة النظر العربية: فكلمة " مصر" والتي جمعها " أمصار" تعنى المدينة الكبيرة ، تقام فيها الدور والأسواق و المدارس وغيرها من المرافق العامة ( راجع المعجم الوجيز مادة م ص ر)، فهكذا كان إطلاق هذا الاسم على مصر على أساس كونها من أقدم المدنيات الباقية .
- ومن يعلم فربما حدث العكس ، وانتقلت كلمة مصر (البلد) إلى العربية فأصبحت دلالة على معنى المدنية، نظرا لقربها من بلاد العرب .. ولكننا بهذا نجد أنفسنا وقد عدنا إلى وجهة نظر مبنية على فكرة الدكتور/ عبد الحليم نور الدين في أن الكلمة انتقلت من مصر إلى العرب .
- أما عن أصل الكلمة من وجهة نظر الأديان و الكتب المقدسة، فنجد الرواية التوراتية تخبرنا عن أن لنبي الله نوح عليه السلام ثلاثة أولاد , هم حام و سام و يافث
والذي يهمنا الآن هو حام , و له أربعة أولاد هم :
1- كوش , و قد سكن كوش بلاد السودان , وسميت قديما باسمه حيث معروف أن اسم السودان قديما هو بلاد كوش , وإليه ينسب أهل السودان والأفارقة .
2- فوط , و سكن الشمال الإفريقي , وإليه ينسب شعوب بلاد المغرب .
3- كنعان , و سكن منطقة فلسطيا ( أو فلسطين ) و لهذا كان اسم فلسطين قديما هي بلاد كنعان وإليه ينسب الكنعانين و الفلسطينين إجمالا .
4- مصرايم , و هذا الأخير سكن منطقة مصر العليا , و مصرايم هي الاسم العبري لمصر وفقا للميثولوجيا التوراتية . فاذن اشتقاق اسم مصر في الأصل من الاسم العبري مصرايم , و يقال أن معناه هو البلد أو المكنونة الحصينة , و يقال أيضا البسيطة الممتدة .
- ل عبد الله بن عمرو: لما قسم نوح عليه السلام الأرض بين ولده، جعل لحام مصر وسواحلها، والغرب وشاطئ النيل ، فلما دخلها بيصر بن حام، وبلغ العريش، قال اللهم إن كانت هذه الأرض التي وعدتنا بها على لسان نبيك نوح، وجعلتها لنا منزلا، فاصرف عنا وباءها، وطيب لنا ثراها، واجر لنا ماءها، وأنبت كلأها، وبارك لنا فيها، وتمم لنا وعدك فيها،إنك على كل شيء قدير، وإنك لا تخلف الميعاد .
وجعلها " بيصر" لابنه " مصر" وسماها به .عليه فان اصول المصريين اجمالا هي لحام بن نوح (حاميين)
- هذا الكلام السابق أريد أن أقول من منطلق تلك الجذور العريقة أن مصر في أرواحنا ودمائنا نحيا ونموت لندافع عنها لأننا شربنا من مائها ومشينا فوق ترابها وتظللنا تحت سمائها وتحملتنا كثيرا رغم أعبائنا وإليكم هذه الكلمات البسيطة ولكنها جميلة عن مصر التي لا يصفها الواصفون فإليكم أجمل ما قيل عن مصر.
----------------------------------------------------------------------------------------------
حملناكِ يا مصرُ بينَ الحنايا وبينَ الضلوع وفوقَ الجبينْ عشقناكِ صدرًا رعانا بدفءٍ وإن طال فينا زمانُ الحنينْ فلا تحزني من زمان جحودٍ أذقناكِ فيه همومَ السنينْ تركنا دمَاءك فوقَ الطريقِ وبين الجوانحِ همسٌ حزينْ عروبتنا هل تُرى تنكرين؟ منحناك كلَّ الذي تطلبينْ سكبنا الدماء على راحتيك لنحمي العرينَ فلا يستكينْ وهبناك كلَّ رحيقِ الحياةِ فلم نبق شيئا فهل تذكرين؟! فيا مصر صبرًا على ما رأيتِ جفاءَ الرفاقِ لشعبٍ أمينْ سيبقى نشيدُك رغمَ الجراحِ يضيءُ الطريقَ على الحائرين سيبقى عبيرك بيتَ الغريبِ وسيفَ الضعيفِ وحلمَ الحزينْ سيبقى شبابُكِ رغم الليالي ضياءً يَشعُّ على العالمين فهيا اخلعي عنكِ ثوبَ الهموم غدًا سوف يأتي بما تحلمين
----------------------------------------------------------------------------------------------
فاروق جويدة (10 فبراير 1946 - ) شاعر مصري. ولد في محافظة كفر الشيخ، وعاش طفولته في محافظة البحيرة، تخرج من كلية الآداب قسم الصحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بجريدة الأهرام، ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام، وهو حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام.
أترك تعليقك هنا... نحن نحترم أراء الجميع !