سؤال واحد في أول الاستبيان ينقذ رسالة الماجستير والدكتوراه من الرفض النهائي.. و99% من الباحثين ينسون كتابته!
المقدمة
كل أسبوع أقرأ رسالة ماجستير أو دكتوراه في العلوم الاجتماعية فيُصيبني الذهول: الباحث جمع 700 إجابة، لكن 65% من المجيبين خارج مجتمع الدراسة تماماً!
النتيجة؟ تحليل إحصائي رائع على بيانات غير صالحة، وغالباً رفض الرسالة أو طلب إعادة جمع العينة من الصفر.
في العلوم الاجتماعية بالذات، حيث الدقة في تمثيل الفئة المستهدفة هي روح البحث، يصبح سؤال الفلترة الإقصائي في أول الاستبيان هو الدرع الوحيد ضد تلوث العينة.أ. ما هو سؤال الفلترة ولماذا هو شريان الحياة في البحوث الاجتماعية؟
سؤال واحد أو أكثر في بداية الاستبيان يتحقق من انتماء المجيب إلى الفئة التي حددتها في مشكلة الدراسة وأهدافها.
«شكراً جزيلاً على رغبتك في المساهمة في بحثنا. هذه الدراسة موجهة فقط للأمهات اللاتي لديهن أطفال في المدارس الحكومية حالياً، لكن اهتمامك يعني لنا الكثير. نتمنى لك يوماً سعيداً!»ح. قصص نجاح حقيقية من رسائل علوم اجتماعية
خلال خمسة عشر عاماً من قراءة مناهج البحث والاطلاع على أكثر من 120 رسالة ماجستير ودكتوراه في العلوم الاجتماعية، تعلمت أن أجمل تحليل عاملي أو انحداري ينهار تماماً إذا كانت العينة ملوثة. سؤال الفلترة ليس مجرد إجراء تقني، بل هو التزام أخلاقي بصدق التمثيل الاجتماعي. في النهاية، نحن ندرس الناس بكل تنوعهم وخصوصيتهم، فكيف نسمح لأصوات غريبة أن تتسلل إلى نتائجنا؟ من يهمل هذا السؤال البسيط قد يدفع ثمنه سنوات من الجهد، ومن يضعه بحرفية ينام مطمئناً أن بحثه سيقف شامخاً أمام أي لجنة مناقشة أو محكّم دولي.
النتيجة؟ تحليل إحصائي رائع على بيانات غير صالحة، وغالباً رفض الرسالة أو طلب إعادة جمع العينة من الصفر.
في العلوم الاجتماعية بالذات، حيث الدقة في تمثيل الفئة المستهدفة هي روح البحث، يصبح سؤال الفلترة الإقصائي في أول الاستبيان هو الدرع الوحيد ضد تلوث العينة.أ. ما هو سؤال الفلترة ولماذا هو شريان الحياة في البحوث الاجتماعية؟
سؤال واحد أو أكثر في بداية الاستبيان يتحقق من انتماء المجيب إلى الفئة التي حددتها في مشكلة الدراسة وأهدافها.
- إجابة صحيحة → ينتقل للأسئلة الأساسية.
- إجابة خاطئة → شكراً لك وانتهى الاستبيان فوراً.
بهذا تحمي صدق التمثيل وتضمن أن كل خلية في جدولك الإحصائي تعبر فعلاً عن مجتمعك الحقيقي.
- هل أنت أم لطفل أو أكثر مسجلين حالياً في إحدى مدارس التعليم الأساسي الحكومية بمحافظة القاهرة؟
- هل تعمل حالياً كأخصائي اجتماعي في إحدى الجمعيات الأهلية المسجلة بوزارة التضامن الاجتماعي؟
- هل سبق لك المشاركة في برنامج تكافل وكرامة كمستفيد مباشر خلال الثلاث سنوات الأخيرة؟
- هل أنت شاب أو شابة في الفئة العمرية من 18-29 سنة وتعاني من البطالة لمدة ستة أشهر فأكثر؟
- هل تعمل كصحفي ميداني في إحدى المؤسسات الإعلامية المصرية سواء حكومية أو خاصة؟
- هل أنت معلم تربية فنية أو موسيقية في المرحلة الإعدادية بإحدى المدارس الحكومية حالياً؟
- هل تنتمي إلى إحدى الأسر المنتجة المسجلة في برامج التنمية الريفية بمحافظات الصعيد؟
- اجمع كل معايير الانتماء في جملة واحدة واضحة لا تحتمل التأويل.
- استخدم مصطلحات دقيقة مستمدة من مشكلة الدراسة نفسها (مثل «مسجل في تكافل وكرامة» بدلاً من «فقير»).
- أضف حدوداً زمنية وجغرافية واضحة (حالياً – خلال الـ 12 شهراً الماضية – محافظة الجيزة فقط كمثال).
- تجنب الأسئلة المفتوحة في الفلترة، استخدم دائماً خيارات نعم/لا أو متعددة محددة.
- عينة غير ممثلة: باحث يدرس الأمهات في التعليم الحكومي فيجد 42% من المجيبين آباء أو أمهات مدارس خاصة.
- انحياز المتطوعين: من ليس له علاقة يضغط «نعم» كذباً ليحصل على الجائزة أو لمجرد الفضول.
- تضخم حجم العينة كذباً: 900 إجابة، 680 منهم خارج المجتمع، حجمك الحقيقي 220 فقط.
- اتهام الباحث بـ«التلاعب في العينة» أمام لجنة المناقشة.
- عنوان الاستبيان يكون صارخاً: «استبيان خاص بمعلمي المرحلة الإعدادية الحكومية فقط – غير مخصص للمعلمين الخاص أو الجامعيين».
- صورة غلاف الاستبيان توضح الفئة (صورة معلم أمام سبورة حكومية مثلاً).
- نشر الرابط في جروبات مهنية مغلقة (مثل جروب «معلمو التربية الفنية – مصر»).
- طلب إثبات بسيط في نهاية الاستبيان (مثل رقم القيد النقابي أو صورة بطاقة العمل) للأغراض البحثية فقط.
- Google Forms → الانتقال إلى قسم أو صفحة بناءً على الإجابة.
- Microsoft Forms → يدعم الانتقال الشرطي والتحقق من الهوية.
- Qualtrics → يمكن ربطه بقوائم بريدية جاهزة للفئة المستهدفة.
- LimeSurvey → يسمح بفلترة متعددة المستويات (أول سؤال مكان الإقامة، ثاني سؤال المهنة…).
«شكراً جزيلاً على رغبتك في المساهمة في بحثنا. هذه الدراسة موجهة فقط للأمهات اللاتي لديهن أطفال في المدارس الحكومية حالياً، لكن اهتمامك يعني لنا الكثير. نتمنى لك يوماً سعيداً!»ح. قصص نجاح حقيقية من رسائل علوم اجتماعية
- باحثة ماجستير في علم الاجتماع استهدفت الأسر المنتجة في قرى حياة كريمة: نسبة التلوث انخفضت من 78% إلى 4% بعد إضافة ثلاثة أسئلة فلترة.
- طالب دكتوراه في الخدمة الاجتماعية استهدف الأخصائيين الاجتماعيين في السجون: جمع 380 إجابة، 94% مؤهلون، ونشرت الرسالة في مجلة محكمة.
- باحث في الإعلام استهدف الصحفيين الميدانيين فقط: الفلترة وفرت عليه شهرين كاملين من إعادة الجمع.
- اختبر الاستبيان على 15 شخصاً من داخل الفئة و15 من خارجها.
- احفظ تقرير عدد المنسحبين بعد كل سؤال فلترة، ستحتاجه في فصل منهجية البحث.
- لا تعتمد على سؤال واحد فقط إذا كانت الفئة معقدة، استخدم سؤالين أو ثلاثة متتالية.
خلال خمسة عشر عاماً من قراءة مناهج البحث والاطلاع على أكثر من 120 رسالة ماجستير ودكتوراه في العلوم الاجتماعية، تعلمت أن أجمل تحليل عاملي أو انحداري ينهار تماماً إذا كانت العينة ملوثة. سؤال الفلترة ليس مجرد إجراء تقني، بل هو التزام أخلاقي بصدق التمثيل الاجتماعي. في النهاية، نحن ندرس الناس بكل تنوعهم وخصوصيتهم، فكيف نسمح لأصوات غريبة أن تتسلل إلى نتائجنا؟ من يهمل هذا السؤال البسيط قد يدفع ثمنه سنوات من الجهد، ومن يضعه بحرفية ينام مطمئناً أن بحثه سيقف شامخاً أمام أي لجنة مناقشة أو محكّم دولي.

أترك تعليقك هنا... نحن نحترم أراء الجميع !