لماذا يخسر 93% من الطلاب درجاتهم في المناقشة بسبب جملة «حاضر يا دكتور».. وكيف تحول الحوار إلى سلاح يرفع تقديرك؟
المقدمة
في قاعة المناقشة يحدث المشهد نفسه كل أسبوع: المناقش الخارجي يقول ملحوظة، الطالب يبتسم ويرد «تمام يا دكتور، هعدلها إن شاء الله». المناقش يبتسم بدوره ويكتب في تقريره «الطالب غير قادر على الدفاع عن منهجه».
النتيجة؟ خصم درجات كبير، أو طلب تعديلات جذرية، أو في أسوأ الحالات تأجيل الدرجة شهوراً.الحقيقة المرة أن أخطر خطأ في المناقشة ليس ضعف المحتوى، بل هو الصمت المُذعن والإذعان الأعمى. المناقشة ليست امتحان طاعة، بل حلبة حوار علمي يُقيَّم فيها عمق فهمك واستقلالك الفكري.أ. الفرق بين «الإذعان» و«الحوار العلمي الراقي»
خلال 18 عاماً من الجلوس في لجان المناقشة، اكتشفت سراً بسيطاً: أكثر الباحثين الذين أحترمهم وأتكلم عنهم واستحقوا درجة «ممتاز بمرتبة الشرف» هم الذين تجرأوا على مناقشة مشرفيهم بأدب وعلم. الحوار ليس وقاحة، بل هو أعلى درجات الاحترام العلمي. من يقول «حاضر يا دكتور» على كل شيء يفقد شخصيته البحثية إلى الأبد. أما من يدافع عن عمله بثقة وتواضع معاً، فهو الذي يخرج من القاعة ليس فقط بحصوله على الدرجة، بل ببناء سمعة باحث حقيقي يُحترم ويُطلب في المستقبل. تذكر دائماً: المناقشة ليست نهاية الرحلة، بل هي أول خطاب تقديم لك في المجتمع الأكاديمي.
في قاعة المناقشة يحدث المشهد نفسه كل أسبوع: المناقش الخارجي يقول ملحوظة، الطالب يبتسم ويرد «تمام يا دكتور، هعدلها إن شاء الله». المناقش يبتسم بدوره ويكتب في تقريره «الطالب غير قادر على الدفاع عن منهجه».
النتيجة؟ خصم درجات كبير، أو طلب تعديلات جذرية، أو في أسوأ الحالات تأجيل الدرجة شهوراً.الحقيقة المرة أن أخطر خطأ في المناقشة ليس ضعف المحتوى، بل هو الصمت المُذعن والإذعان الأعمى. المناقشة ليست امتحان طاعة، بل حلبة حوار علمي يُقيَّم فيها عمق فهمك واستقلالك الفكري.أ. الفرق بين «الإذعان» و«الحوار العلمي الراقي»
- الإذعان: تقول «حاضر» على كل ملحوظة حتى لو كنت تعتقد أنها خاطئة.
- الحوار العلمي: تسمع → تفهم → تتأمل → ترد بتبرير منهجي أو تقبل الملحوظة مع توضيح لماذا تقبلها.
المناقش الحقيقي يفرح عندما يجد طالبًا يناقشه بأدب وعلم، لأنه يرى أمامه باحثاً مستقلاً لا مجرد تابع.
- الخوف من «الصدام» مع أستاذ كبير في السن أو المنصب.
- الاعتقاد الخاطئ أن الموافقة السريعة ترفع الدرجة (بالعكس تماماً).
- سماع نصيحة زملاء سابقين: «قول شكراً وخلّص».
- الإرهاق النفسي بعد سنوات من الكتابة يجعل الطالب يريد «أي حاجة وتخلّص».
- طالبة دكتوراه قال لها المناقش: «ليه استخدمت عينة قصدية؟ كان ممكن عشوائية». ردت بهدوء: «دكتور، مجتمع الدراسة 42 حالة فقط في مصر كلها، العشوائية كانت هتقتل التمثيل». المناقش ابتسم وكتب في تقريره «الطالبة تدافع عن منهجها ببراعة».
- طالب ماجستير سكت تماماً عندما قيل له «الأداة غير موثقة». خرج بتقدير جيد بدلاً من جيد جداً.
- باحث آخر قال للمناقش: «أحترم رأي حضرتك تماماً، لكن دعني أوضح ليه اخترت نظرية بورديو بدلاً من جيدنز، لأن…»، فتحول النقد إلى حوار علمي استمر 12 دقيقة وانتهى بإشادة كبيرة.
- ابدأ دائماً بـ «أشكر حضرتك على الملحوظة الدقيقة دي…» (تُظهر احتراماً).
- أعد صياغة الملحوظة بكلماتك: «يعني حضرتك بتقول إن …، صحيح؟» (تُظهر أنك فهمت).
- قدم تبريرك بهدوء: «اخترت كده للأسباب التالية…» أو «لو تم التعديل بالطريقة دي هيحصل كذا…».
- اختم بـ «لكن لو حضرتك شايف إن فيه حل أفضل أنا مستعد أسمعه». (تُظهر مرونة حقيقية).
- ملحوظة منهجية: «ليه ما استخدمتش تحليل المضمون؟» → رد بتبرير اختيارك الحالي + عرض استعداد لإضافته كتحليل تكميلي.
- ملحوظة نظرية: «الإطار النظري ضعيف» → اذكر ثلاث دراسات سابقة استخدمت نفس الإطار بنجاح.
- ملحوظة لغوية أو تنسيقية: اقبلها فوراً بابتسامة، هذه لا تستحق نقاشاً.
- ملحوظة تبدو شخصية أو تعسفية: رد بـ «ممكن حضرتك توضح لي النقطة دي أكتر؟» حتى تضع الكرة في ملعبه.
- تنفس ببطء قبل كل رد (4 ثوانٍ شهيق، 6 زفير).
- احتفظ بزجاجة ماء واشرب رشفة صغيرة قبل الرد، تكسب ثواني للتفكير.
- تذكر دائماً: المناقش يختبر قدرتك على التفكير لا معلوماتك فقط.
- ابتسم بصدق، الابتسامة تخفض هرمون الكورتيزول عند الطرفين.
- أظهر شغفك بالموضوع، المناقشون يحبون الطالب الذي يعيش بحثه.
- اذكر بلباقة خططك أو دراساتك البحثية المستقبلية: «ده بالضبط اللي هشتغل عليه في البحث الجاي».
- في النهاية اشكر كل مناقش باسمه واذكر جملة استفدتها منه شخصياً.
- طالبة رفضت تغيير إطارها النظري بأدب وعلم، المناقش كتب لها خطاب توصية لمنحة دكتوراه في أوروبا.
- باحث ناقش ملحوظة لمدة 18 دقيقة، المناقش عرض عليه لاحقاً النشر المشترك في مجلة Scopus.
- طالب سكت تماماً، خرج بتقدير مقبول ولم يُقبل في أي برنامج دكتوراه بعدها.
خلال 18 عاماً من الجلوس في لجان المناقشة، اكتشفت سراً بسيطاً: أكثر الباحثين الذين أحترمهم وأتكلم عنهم واستحقوا درجة «ممتاز بمرتبة الشرف» هم الذين تجرأوا على مناقشة مشرفيهم بأدب وعلم. الحوار ليس وقاحة، بل هو أعلى درجات الاحترام العلمي. من يقول «حاضر يا دكتور» على كل شيء يفقد شخصيته البحثية إلى الأبد. أما من يدافع عن عمله بثقة وتواضع معاً، فهو الذي يخرج من القاعة ليس فقط بحصوله على الدرجة، بل ببناء سمعة باحث حقيقي يُحترم ويُطلب في المستقبل. تذكر دائماً: المناقشة ليست نهاية الرحلة، بل هي أول خطاب تقديم لك في المجتمع الأكاديمي.
.jpg)
أترك تعليقك هنا... نحن نحترم أراء الجميع !