مصر الخالدة: حيث يلتقي الماضي العريق بالمستقبل المبهر في رحاب المتحف المصري الكبيرمنذ فجر التاريخ، شقّ نهر النيل العظيم طريقه في قلب الصحراء القاحلة، محولاً شمال شرق إفريقيا إلى شريان حياة ومهد لأعظم حضارة عرفها العالم القديم. على ضفافه، قامت مصر القديمة حاملة لواء المعرفة والفن والعقيدة، فشيدت الأهرامات والمعابد والمقابر التي تحاكي الخلود، وأسست أول دولة مركزية في التاريخ الإنساني.
واليوم، بعد أكثر من سبعة آلاف عام من البدايات، تنهض مصر مجدداً لتقدم للعالم صرحاً حضارياً فريداً: المتحف المصري الكبير، الذي لا يقف عند حدود الماضي، بل يمد جسوراً من الحاضر إلى المستقبل، مجسداً فكرة أن الحضارة ليست ذكرى، بل هوية متجددة.أ. الفصول المصرية: رحلة عبر حقب التاريخ
لإدراك عظمة هذا الإرث، لا بد من الإبحار في تيار الزمن، وقراءة الفصول المترابطة التي شكلت قصة مصر القديمة.
لم تكن المعابد في مصر القديمة أماكن عبادة فقط، بل مراكز للسلطة والعلم والاقتصاد.
منذ افتتاح المتحف المصري بالتحرير عام 1902، ظلّ هذا المبنى الوردي الشهير حارساً على كنوز مصر، يحتوي أكثر من 120 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور. كان ولا يزال مكاناً فريداً يشعر فيه الزائر بقربه من التاريخ، إذ يرى مومياوات الملوك وكنوز توت عنخ آمون الذهبية التي سُلط عليها الضوء منذ اكتشاف مقبرته عام 1922 على يد هوارد كارتر.
لكن ضيق المساحات وقدم تقنيات العرض فرضا على مصر أن تحلم بمتحف جديد يليق بعظمتها. ومن هنا وُلد الحلم الكبير.د. الحلم الذي أصبح حقيقة: المتحف المصري الكبير
على بُعد كيلومترين من أهرامات الجيزة، بدأ المشروع الأعظم في تاريخ المتاحف: المتحف المصري الكبير (GEM). أُعلنت فكرته لأول مرة عام 2002، وبدأت أعمال البناء عام 2005، ثم وضع حجر الأساس بحضور قادة مصريين وعلماء آثار من أنحاء العالم. تولى تصميمه المكتب الأيرلندي هينينغان بنغ Heneghan Peng Architects، الذي فاز في مسابقة عالمية شارك فيها أكثر من 1500 فريق معماري من 82 دولة.
ويمتد المتحف على مساحة 500 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي 7 آلاف عام من التاريخ المصري.
حتى منتصف عام 2025، تم نقل أكثر من 50 ألف قطعة أثرية من المتحف القديم والمخازن إلى المتحف الكبير.
ويضم المتحف "مركز الترميم والحفاظ على التراث"، وهو الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، يحتوي على تسعة معامل متخصصة لترميم المومياوات والبردي والمعادن والخشب، مجهزة بأحدث أجهزة التحليل الطيفي والمسح ثلاثي الأبعاد.و. من الموكب الذهبي إلى الافتتاح العظيم
في 3 أبريل 2021، أبهرت مصر العالم بموكب المومياوات الملكية، الذي نقل 22 مومياء ملكية من متحف التحرير إلى متحف الحضارة في الفسطاط، في مشهد أعاد هيبة التاريخ المصري إلى الأذهان.
ذلك الموكب كان بمثابة "مقدمة رمزية" للحدث الأكبر: الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، المقرر في 1 نوفمبر 2025، والذي يُتوقع أن يكون أكبر افتتاح ثقافي في القرن الحادي والعشرين. سيشهد الحدث عروضاً ضوئية وموسيقية تجمع بين الفن الفرعوني والموسيقى الحديثة، بمشاركة فنانين عالميين، ليكون رسالة إلى العالم بأن مصر لا تزال منارةً للحضارة والإبداع.ز. الهوية والعلوم الاجتماعية في العرض المتحفي
يقدم المتحف المصري الكبير رؤية جديدة في عرض الآثار، تعتمد على منهج العلوم الاجتماعية في تفسير المقتنيات. فكل قطعة تُعرض في سياقها الاجتماعي والاقتصادي: من صنعها؟ وكيف استُخدمت؟ وما مكانتها في النظام الطبقي والديني؟
هكذا يتحول المتحف من مكان للمشاهدة إلى مساحة للفهم. فمثلاً، لا يُعرض تاج ذهبي باعتباره قطعة ثمينة فحسب، بل يُفسر باعتباره رمزاً للسلطة ومؤشراً على دور المرأة في العقيدة المصرية من خلال تماثيل حتحور وإيزيس.
إنه متحف يروي قصة "الإنسان المصري" لا "الفرعون" وحده، في حوار بين العلم والجمال والهوية.ح. لماذا تهمنا الحضارة المصرية اليوم؟
بكل الفخر والاعتزاز، يُطلّ المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرحٍ من زجاجٍ وحجر، بل هو تجسيد حي لعظمة تاريخ مصر الخالد، وعلامة مضيئة في مسيرة نهضتها الحديثة. إنه الجسر الرائع الذي يربط عبقرية الماضي بروعة الحاضر.
في عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، يظل هذا المشروع العملاق أحد أبرز إنجازات القرن، وأكبر متحف أثري في العالم، وأيقونة ثقافية وسياحية فريدة. يقف شامخاً يحضن الأهرامات في مشهد مهيب، ليخبر العالم أن مصر القديمة-الجديدة قادرة على الجمع بين الأصالة والحداثة، وأن جذورها الضاربة في التاريخ تثمر مستقبلاً زاهراً.
المتحف المصري الكبير هو رسالة فخرٍ لكل مصري.. تأكيدٌ بأن شعب مصر لا ينقطع عن أمجاده، ولا يتخلى عن تراثه، بل يروي حاضرَهُ بأمجاد أسلافه، ويصوغ من تراث الخالدين مستقبلاً يُشرق لأبنائه.
فلتكن هذه اللحظة التاريخية دافعاً لنا جميعاً للحفاظ على إرثنا العريق، وأن نعمل بجد وإخلاص لنكون امتداداً مشرفاً لتلك الحضارة التي علمت الدنيا كلها معنى البناء والإبداع.
المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى؛ إنه رسالة إنسانية خالدة تؤكد أن الحضارة لا تُقاس بعدد السنوات، بل بقدرتها على الإلهام والتجدد. ففي كل زاوية من المتحف، ينبض الحجر بالحياة، ويهمس الفراعنة للزائرين بأن مصر لم تمت يوماً، بل تتجدد مع كل جيل. وعندما تشرق الشمس على واجهته الزجاجية المطلة على الأهرامات، يُولد حوار بين الماضي والحاضر، بين الإنسان الذي بنى الهرم، والإنسان الذي صمّم المتحف، كلاهما يسعى إلى الخلود عبر الإبداع.
وهكذا تثبت مصر الخالدة أنها ليست صفحة في التاريخ، بل كتاب مفتوح تُكتب فصوله إلى الأبد.ملحوظة إضافية عن الفسطاط
الفسطاط تقع في مصر، على الضفة الشرقية لنهر النيل، جنوب القاهرة الحديثة مباشرة. أسسها عمرو بن العاص عام 641 م (20 هـ) بعد فتح مصر، وكانت أول عاصمة إسلامية لمصر. سمّيت "الفسطاط" نسبة إلى الخيمة (فسطاط) التي نُصبت لعمرو بن العاص. كانت مركزًا إداريًا وعسكريًا، وازدهرت حتى أحرقها شاور عام 1168 م لمنع سقوطها بيد الصليبيين. اليوم، تُعدّ منطقة مصر القديمة (أو "الفسطاط القديمة") جزءًا من القاهرة التاريخية، وتضم آثارًا مثل مسجد عمرو بن العاص (أقدم مسجد في إفريقيا) ومتحف الفسطاط للحضارة الإسلامية (قيد التطوير). موقعها الجغرافي اليوم: حي مصر القديمة، جنوب قلعة صلاح الدين، بالقرب من كوبري الفسطاط.
واليوم، بعد أكثر من سبعة آلاف عام من البدايات، تنهض مصر مجدداً لتقدم للعالم صرحاً حضارياً فريداً: المتحف المصري الكبير، الذي لا يقف عند حدود الماضي، بل يمد جسوراً من الحاضر إلى المستقبل، مجسداً فكرة أن الحضارة ليست ذكرى، بل هوية متجددة.أ. الفصول المصرية: رحلة عبر حقب التاريخ
لإدراك عظمة هذا الإرث، لا بد من الإبحار في تيار الزمن، وقراءة الفصول المترابطة التي شكلت قصة مصر القديمة.
- عصر ما قبل الأسرات (6000 ق.م – 3150 ق.م): استقر الإنسان المصري على ضفاف النيل وبدأ ممارسة الزراعة وتربية الماشية وصناعة الفخار والأدوات الحجرية. ظهرت ثقافات متميزة مثل ثقافة البداري والنجادة، التي تُعد الأساس لتطور الفن والتنظيم الاجتماعي، وكانت مقدمة لتوحيد البلاد.
- العصر العتيق (3150 ق.م – 2686 ق.م): يبدأ التاريخ الموثق لمصر عندما وحّد الملك مينا (نارمر) مملكتي الشمال والجنوب، مؤسساً أول دولة مركزية في العالم وعاصمتها منف. ظهرت الكتابة الهيروغليفية والنظم الإدارية، مما جعل مصر نموذجاً للدولة المنظمة.
- الدولة القديمة (2686 ق.م – 2181 ق.م): المعروفة بـ"عصر بناة الأهرام". في عهد الملوك خوفو وخفرع ومنكاورع، بُنيت أهرامات الجيزة، التي تُعد من عجائب الدنيا السبع الباقية حتى اليوم. بلغت العمارة والفن ذروتهما، وظهرت نصوص الأهرام التي تعكس عمق الفكر الديني المرتبط بالبعث والحياة الأبدية.
- الدولة الوسطى (2055 ق.م – 1650 ق.م): بعد فترة اضطرابات، أعاد منتوحتب الثاني توحيد البلاد، ودخلت مصر عصراً من الازدهار الأدبي والفني. أصبحت طيبة (الأقصر) عاصمة البلاد ومركزاً دينياً مهماً. وتميزت الحياة الدينية بما يُعرف بـ"دمقرطة الآخرة"، إذ أصبحت الطقوس والنصوص الجنائزية متاحة لعامة الناس لا للنبلاء فقط.
- الدولة الحديثة (1550 ق.م – 1069 ق.م): ذروة القوة المصرية، عصر حتشبسوت، وتحتمس الثالث، وأمنحتب الثالث، ورمسيس الثاني. توسعت حدود مصر حتى الفرات جنوباً والنوبة شمالاً، وازدهر الفن المعماري ببناء معابد الكرنك والأقصر وأبو سمبل. شهدت أيضاً تجربة توحيد الآلهة بقيادة أخناتون، الذي أعلن عبادة آتون إله الشمس في أول ثورة دينية في التاريخ.
- العصور المتأخرة واليونانية-الرومانية (664 ق.م – 641 م): توالت على مصر فترات من السيطرة الفارسية ثم المقدونية، حين دخلها الإسكندر الأكبر عام 332 ق.م، وأسس مدينة الإسكندرية ومكتبتها العظيمة. ثم حكمت كليوباترا السابعة آخر ملوك البطالمة حتى انتحارها عام 30 ق.م، لينتهي العصر الفرعوني بانضمام مصر إلى الإمبراطورية الرومانية.
لم تكن المعابد في مصر القديمة أماكن عبادة فقط، بل مراكز للسلطة والعلم والاقتصاد.
- مجمع الكرنك في طيبة، الذي بدأ بناؤه منذ الأسرة الثانية عشرة واستمر حتى عهد الرعامسة، يُعد أعظم مجمع ديني في التاريخ، يحتوي على صالة أعمدة ضخمة تضم 134 عموداً بارتفاع 23 متراً.
- معبد الأقصر، المتصل بطريق الكباش المقدس الممتد لمسافة ثلاثة كيلومترات، كان مسرحاً لاحتفال “عيد الأوبت”، حيث تُحمل تماثيل الآلهة في موكب مهيب لتجديد شرعية الملك.
- معبدا أبو سمبل المنحوتان في الصخر على يد رمسيس الثاني نحو عام 1264 ق.م، واللذان نُقلا حجراً حجراً عام 1968 لإنقاذهما من مياه بحيرة ناصر — في واحدة من أعظم عمليات إنقاذ التراث العالمي في القرن العشرين.
منذ افتتاح المتحف المصري بالتحرير عام 1902، ظلّ هذا المبنى الوردي الشهير حارساً على كنوز مصر، يحتوي أكثر من 120 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور. كان ولا يزال مكاناً فريداً يشعر فيه الزائر بقربه من التاريخ، إذ يرى مومياوات الملوك وكنوز توت عنخ آمون الذهبية التي سُلط عليها الضوء منذ اكتشاف مقبرته عام 1922 على يد هوارد كارتر.
لكن ضيق المساحات وقدم تقنيات العرض فرضا على مصر أن تحلم بمتحف جديد يليق بعظمتها. ومن هنا وُلد الحلم الكبير.د. الحلم الذي أصبح حقيقة: المتحف المصري الكبير
على بُعد كيلومترين من أهرامات الجيزة، بدأ المشروع الأعظم في تاريخ المتاحف: المتحف المصري الكبير (GEM). أُعلنت فكرته لأول مرة عام 2002، وبدأت أعمال البناء عام 2005، ثم وضع حجر الأساس بحضور قادة مصريين وعلماء آثار من أنحاء العالم. تولى تصميمه المكتب الأيرلندي هينينغان بنغ Heneghan Peng Architects، الذي فاز في مسابقة عالمية شارك فيها أكثر من 1500 فريق معماري من 82 دولة.
ويمتد المتحف على مساحة 500 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي 7 آلاف عام من التاريخ المصري.
- التصميم والرؤية: تطل الواجهة الزجاجية العملاقة للمتحف على الأهرامات مباشرة، لتشكل حواراً بصرياً بين الماضي والحاضر. عند الدخول، يستقبل الزائر تمثال رمسيس الثاني بارتفاع 11 متراً، نُقل في موكب مهيب في 25 يناير 2018 من ميدان رمسيس إلى بهو المتحف. يضم المبنى "الدرج الملكي" الذي تصطف على جانبيه تماثيل ضخمة لملوك مصر، ويقود إلى قاعة كنوز توت عنخ آمون التي تضم للمرة الأولى كامل مجموعته البالغ عددها أكثر من 5400 قطعة، مرتبة في تسلسل يحكي حياته ووفاته وعقيدته.
حتى منتصف عام 2025، تم نقل أكثر من 50 ألف قطعة أثرية من المتحف القديم والمخازن إلى المتحف الكبير.
ويضم المتحف "مركز الترميم والحفاظ على التراث"، وهو الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، يحتوي على تسعة معامل متخصصة لترميم المومياوات والبردي والمعادن والخشب، مجهزة بأحدث أجهزة التحليل الطيفي والمسح ثلاثي الأبعاد.و. من الموكب الذهبي إلى الافتتاح العظيم
في 3 أبريل 2021، أبهرت مصر العالم بموكب المومياوات الملكية، الذي نقل 22 مومياء ملكية من متحف التحرير إلى متحف الحضارة في الفسطاط، في مشهد أعاد هيبة التاريخ المصري إلى الأذهان.
ذلك الموكب كان بمثابة "مقدمة رمزية" للحدث الأكبر: الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، المقرر في 1 نوفمبر 2025، والذي يُتوقع أن يكون أكبر افتتاح ثقافي في القرن الحادي والعشرين. سيشهد الحدث عروضاً ضوئية وموسيقية تجمع بين الفن الفرعوني والموسيقى الحديثة، بمشاركة فنانين عالميين، ليكون رسالة إلى العالم بأن مصر لا تزال منارةً للحضارة والإبداع.ز. الهوية والعلوم الاجتماعية في العرض المتحفي
يقدم المتحف المصري الكبير رؤية جديدة في عرض الآثار، تعتمد على منهج العلوم الاجتماعية في تفسير المقتنيات. فكل قطعة تُعرض في سياقها الاجتماعي والاقتصادي: من صنعها؟ وكيف استُخدمت؟ وما مكانتها في النظام الطبقي والديني؟
هكذا يتحول المتحف من مكان للمشاهدة إلى مساحة للفهم. فمثلاً، لا يُعرض تاج ذهبي باعتباره قطعة ثمينة فحسب، بل يُفسر باعتباره رمزاً للسلطة ومؤشراً على دور المرأة في العقيدة المصرية من خلال تماثيل حتحور وإيزيس.
إنه متحف يروي قصة "الإنسان المصري" لا "الفرعون" وحده، في حوار بين العلم والجمال والهوية.ح. لماذا تهمنا الحضارة المصرية اليوم؟
- أسس الحضارة الإنسانية: أسهم المصريون في الرياضيات والهندسة والفلك والطب، ووضعوا نظم الحكم والإدارة التي ألهمت حضارات لاحقة.
- الصمود والمرونة: صمدت الحضارة المصرية أكثر من ثلاثة آلاف عام بفضل نظام الري والزراعة والإيمان بوحدة العقيدة والعدالة (ماعت).
- الجمال كقيمة خالدة: الفن المصري القديم، رغم التزامه بالرمزية والقيود الشكلية، ظلّ نموذجاً للجمال المتوازن.
- الهوية والتجدد: أعاد المتحف المصري الكبير تعريف الهوية المصرية الحديثة كهوية متجذرة في التاريخ، متصلة بالعالم المعاصر في آن واحد.
بكل الفخر والاعتزاز، يُطلّ المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرحٍ من زجاجٍ وحجر، بل هو تجسيد حي لعظمة تاريخ مصر الخالد، وعلامة مضيئة في مسيرة نهضتها الحديثة. إنه الجسر الرائع الذي يربط عبقرية الماضي بروعة الحاضر.
في عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، يظل هذا المشروع العملاق أحد أبرز إنجازات القرن، وأكبر متحف أثري في العالم، وأيقونة ثقافية وسياحية فريدة. يقف شامخاً يحضن الأهرامات في مشهد مهيب، ليخبر العالم أن مصر القديمة-الجديدة قادرة على الجمع بين الأصالة والحداثة، وأن جذورها الضاربة في التاريخ تثمر مستقبلاً زاهراً.
المتحف المصري الكبير هو رسالة فخرٍ لكل مصري.. تأكيدٌ بأن شعب مصر لا ينقطع عن أمجاده، ولا يتخلى عن تراثه، بل يروي حاضرَهُ بأمجاد أسلافه، ويصوغ من تراث الخالدين مستقبلاً يُشرق لأبنائه.
فلتكن هذه اللحظة التاريخية دافعاً لنا جميعاً للحفاظ على إرثنا العريق، وأن نعمل بجد وإخلاص لنكون امتداداً مشرفاً لتلك الحضارة التي علمت الدنيا كلها معنى البناء والإبداع.
المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى؛ إنه رسالة إنسانية خالدة تؤكد أن الحضارة لا تُقاس بعدد السنوات، بل بقدرتها على الإلهام والتجدد. ففي كل زاوية من المتحف، ينبض الحجر بالحياة، ويهمس الفراعنة للزائرين بأن مصر لم تمت يوماً، بل تتجدد مع كل جيل. وعندما تشرق الشمس على واجهته الزجاجية المطلة على الأهرامات، يُولد حوار بين الماضي والحاضر، بين الإنسان الذي بنى الهرم، والإنسان الذي صمّم المتحف، كلاهما يسعى إلى الخلود عبر الإبداع.
وهكذا تثبت مصر الخالدة أنها ليست صفحة في التاريخ، بل كتاب مفتوح تُكتب فصوله إلى الأبد.ملحوظة إضافية عن الفسطاط
الفسطاط تقع في مصر، على الضفة الشرقية لنهر النيل، جنوب القاهرة الحديثة مباشرة. أسسها عمرو بن العاص عام 641 م (20 هـ) بعد فتح مصر، وكانت أول عاصمة إسلامية لمصر. سمّيت "الفسطاط" نسبة إلى الخيمة (فسطاط) التي نُصبت لعمرو بن العاص. كانت مركزًا إداريًا وعسكريًا، وازدهرت حتى أحرقها شاور عام 1168 م لمنع سقوطها بيد الصليبيين. اليوم، تُعدّ منطقة مصر القديمة (أو "الفسطاط القديمة") جزءًا من القاهرة التاريخية، وتضم آثارًا مثل مسجد عمرو بن العاص (أقدم مسجد في إفريقيا) ومتحف الفسطاط للحضارة الإسلامية (قيد التطوير). موقعها الجغرافي اليوم: حي مصر القديمة، جنوب قلعة صلاح الدين، بالقرب من كوبري الفسطاط.
.jpg)
أترك تعليقك هنا... نحن نحترم أراء الجميع !